حجرة فرنسية مهدت لفصل لبنان عن سوريا

شعب واحد فصله الانتداب وصنع حدوده الاستبداد



بين آب 1920 وآذار 1921 أصدر قائد جيوش فرنسا في الشرق المفوض السامي هنري غورو سلسلة مراسيم لتقسيم سوريا اللي كانت هي الولايات العثمانية في بلاد الشام، وكانت حجة غورو بوقتها أنو هي المكونات غير متمازجة مع بعضها البعض، بس أغلب الشارع السوري رفضها وقاومها.




الدول اللي تشكلت رجعت توحدت بكيان واحد عدا لبنان اللي قدر فيه الفرنسيين اقناع سكانه بأغلبيته المسيحية بوقتها بوجود كيان مسيحي مستقل عن سوريا بغالبيتها المسلمة ووعدهن بامتيازات فرنسية لبلدهن الجديد.


بلش فصل لبنان عن سوريا بـ 3 آب 1920 بفصل أربعة أقضية هي بعلبك والبقاع وراشيا وحاصبيا عن دمشق وإلحاقها بجبل لبنان، وبآخر الشهر نفسه أعلن قيام دولة لبنان الكبير اللي شمل متصرفية جبل لبنان إضافة للأقضية الأربعة المفصولة عن دمشق، وبيروت، وسنجق صيدا، وسنجق طرابلس من النهر الكبير الجنوبي، لكون شمال النهر بغالبية علوية.


عام 1922 اضطرت فرنسا لأنشاء الاتحاد الفيدرالي السوري بعدها الدولة السورية عام 1925 اللي كانت اتحاد دولة حلب مع دمشق وانضم لواء الاسكندرون للدولة السورية عام 1926، وبعد ما صار عدة اضرابات قدرت المفاوضات بين الكتلة الوطنية والحكومة الفرنسية بتوحيد باقي أجزاء سوريا الحالية بنظام فيدرالي بانضمام دولة اللاذقية والسويداء للجمهورية السورية بكانون الأول عام 1936، بس ممثلي اللاذقية والسويداء تنازلو عن الامتيازات الفيدرالية لتحقيق مساواة مع كل السوريين.


العملة المشتركة الصادرة عن بنك سوريا ولبنان


فرنسا فرضت فك اللواء 1937 تمهيداً لمنحه لتركيا عام 1939 رغم أنو أغلبية سكانه من السوريين والأرمن وبقتصر وجود الأتراك على أقصى شماله.


بالصورة هي الحجرة اللي حطتها فرنسا بين الحدود السورية اللبنانية والتقطت الصورة بالأربعينات كانت الشاهدة على موت سوريا الكبرى (بلاد الشام) واللي جنوبه كمان تقسم لدولتين.


الهوية السورية عابرة لحدود سايكس بيكو وما ممكن تتجزأ حتى باستمرار هي الحدود، وممكن تكون مساهمة بقيام وحدة فيدرالية أو وحدة اقتصادية بالمستقبل.


الحساسية الموجودة اليوم بين بعض السوريين واللبنانيين تشكلت بشكل أساسي بعد تدخل الجيش السوري بعهد حافظ الأسد بالحرب الأهلية اللبنانية عام 1976، وارتكاب الجيش السوري لتجاوزات كبيرة بحق اللبنانيين بعمليات قتل واغتيال واعتقال وتعذيب وحتى سرقة وإذلال للبنانيين.




كانت هي الانتهاكات بحق اللبنانيين هي أول حدود حقيقية بين اللبنانيين وباقي السوريين عززها استمرار التواجد العسكري السوري وتدخله بجوانب الحياة السياسية اللبنانية بشكل مباشر وغير مباشر.


ظروف السوريين الخاضعين لحكم عسكري ديكتاتوري مقارنة باللبنانيين الخاضعين لحكم أكتر انفتاحاً وتحرراً شكلت حدود اجتماعية جديدة بين اللبنانيين والسوريين، بنضاف الفوارق الاقتصادية واضطرار كتير من السوريين ليروحو ويشتغلو بلبنان وكل ما سبق ساهم بتعزيز الفصل بين لبنان وسوريا.


ورغم هيك فالهوية السورية (مع لبنان) واللي عمرها آلاف السنين ما تأثرت بهي الظروف فنقاط التشابه أكبر بكتير من نقاط الاختلاف وممكن نشوفها بكل جوانب الحياة الثقافية موسيقى وغناء ورقص وصولاً للمطبخ المشترك وما ننسى الاشتراك العرقي واللغوي.


الحساسية القائمة اليوم بتخدم مشاريع أجنبية طائفية ودينية لابتلاع اللي بقي من سوريا الطبيعية عن طريق خطف لبنان واللبنانيين من أصلهن وتزوير التاريخ وقطع كل الصلات العرقية والثقافية بين سكان سوريا الطبيعية.


رغم كل الفوارق اللي شكلتها الأحداث والظروف بعد فترة الاستقلال وتحديداً بعد فترة السبعينات لليوم هي مو اختلافات جوهرية هي متل الفرق بين الدمشقي والحلبي ومتل الفارق بين الحمصي والبيروتي واللاذقاني والطرابلسي، هي بمجملها فوارق باللهجة، بنطق حرف أو بطريقة تحضير حلاوة الجبن والكنافة أو طبخ الشاكرية والكبة أو بوجود حركة زايدة أو ناقصة بالدبكة.




رغم أنو اليوم حتى لو ما كانت أولويتنا كسوريين ولبنانيين سوريين هو التواجد بكيان واحد وإزالة هي الحدود بس لازم نكون مؤمنين بهي الأمة الوحدة، ونحاول نتعاون من جديد لنكمل خطى أجدادنا ونحمي حضارتنا وتراثنا الواحد بعيداً عن ضجيج العروبة وزعبرة أحزابها ومطبليها وبعيداً عن خالقي الهوية اللبنانية الفينيقية اللي هي جزء من الهوية السورية (الفينيقية والآرامية والكنعانية).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

after_content

after_title