تأثير العمارة السورية في الأندلس واسبانيا
الأرث الثقافي السوري في اسبانيا بدأ قبل الميلاد ويستمر لليوم
التأثير السوري في شبه الجزيرة الإيبيرية قبل الميلاد:
كان أول تواجد للسوريين في شبه الجزيرة الأيبيرية (اسبانيا والبرتغال) ممثل بالفينيقيين اللي وصلو اسبانيا ونقلو خبراتهن البحرية والعلمية الها، حتى أنو الفينيقيين بنو مدن ما كانت موجودة بهداك الوقت ومن أهمها مدينة قادس اللي بنوها عام 1104 قبل الميلاد حسب المؤرخ ليفيليوس.
كان الفينيقيين عندهن رغبة بالسيطرة على مضيق المخرج للبحر الأبيض المتوسط وهاد من اسباب بناءهن لمدينة قادس، واللي اجا عليها 3 هجرات من صور الفينيقية.
حكى الفلاسفة الأغريق عن قادس بسبب الفينيقيين عشرات الأساطير عن المدينة، وروى عالم الجغرافيا والمؤرخ اليوناني سترابو أنو الفينيقيين كانو يخوفو البحارة الغرباء بأنو أعمدة هرقل (مضيق جبل طارق) هي حدود لنهاية الأرض.
بمتحف مدينة قادس اليوم موجود فيها أقدم تابوت فينيقي معروف في أوروبا.
قادس ما كانت المدينة الوحيدة اللي بناها الفينيقيين في اسبانيا، فبنو كمان مدن مالقة، وولبة.
التأثير السوري في العمارة الأندلسية:
الكاتبة الإنكليزية ديانا داراك نشرت كتابها (السرقة من السراقين) عام 2020 واللي كان بيحكي عن تأثر العمارة الاسبانية بالعمارة بالشرق الأوسط وتحديدا بالعمارة السورية، وشبهت الأندلس بسوريا وقرطبة بدمشق بالكتاب أشارت الكاتب الإنكليزية كيف استمر التأثير المعماري السوري حتى بعد نهاية الأندلس.
أهم شي أدخلوه السوريين للمباني والعمارة الأندلسية هو تقنيات الزخرفية السورية وعناصرها اللي بتتجسد بالزخرفة بأشكال نباتية لنباتات موطنها الأصلي سوريا. كانت هي من أهم العناصر الكتيرة اللي كانت بتهدف لـ "سورينة" بلدات وريف الأندلس حسب وصف توماس إف. غليك (Thomas F. Glick) المؤرخ أمريكي واللي كان يعتقد أنو هاد التوجه كان طبيعي بسبب ارتفاع معدل المهاجرين من سوريا لإسبانيا.
أشبيلية على سبيل المثال كان بسكنها الجنود السوريين، كان يذكرها عادة الكتاب والشعراء العرب وغير العرب من الشرق والغرب باسم حمص الأندلس.
لاحظ ابن سعيد المغربي، وهو كاتب ورحالة من القرن 13 من غرناطة، أنو ما في مدينة شرقية بتذكرو بمدينتو غرناطة ألا دمشق وحماة.
وكان الشقندي يسمي غرناطة دمشق الأندلس، أما الباحث السعودي هشام مرتضى وهو دكتور في قسم التصاميم البيئة من جامعة الملك عبد العزيز فبشوف أنو إشبيلية بعمارتها بتشبه دمشق التقليدية أكتر من دمشق نفسها اليوم.
العمارة الأندلسية كانت خليط بين العمارة السورية الإسلامية وبين العمارة البيزنطية المسيحية وكانت الممهد لنشوء العمارة المغربية (خليط سوري - بيزنطي).
جامع قرطبة الكبير كان بشبه في بنيتو مساجد المشرق، وخصوصا مساجد دمشق. بس كانت الأقواس الملونة بالأحجار الإسفينية ما لها أي مثيل بأي مبنى في الشرق. وكانت هي سمة من سمات مباني القوط الغربيين.
الأثر السوري في العمارة الاسبانية بعد نهاية الأندلس:
التأثير السوري في العمارة ما اننتهى مع نهاية الأندلس واستمر بعد سيطرت الأسبان فحقبة ريميرنس اللي بتكون بالنص التاني من القرن التاسع، وكان بينسب بعض الكتّاب الزخرفة الكبيرة في المباني الإسبانية للتأثير السوري الغير المباشر. ومن الأمثلة عليها أجنحة قصر جبل نارانكو (كنيسة سانت ماريا ديل نارانكو وكنيسة سان ميغيل دي ليلو) وكنيسة سانت كريستينا دي لينا.
كنيسة سان ميغيل دي ليلو
السوريين والأندلس:
نظرة السوريين للأندلس بتختلف عن نظرة العرب أو غيرهن من سكان الشرق الأوسط وهاد الشي كان حسب العالم جوناثان شانون عالم أنثروبولوجيا اللي زار سوريا وتفاجئ باستخدام الأسماء المرتبطة بالأندلس بتسمية المطاعم والفنادق والمحلات وقال: "لقيت في دمشق فندق غرناطة، فندق قرطبة، هدايا إشبيلية، حلويات الأندلس، مستشفى الأندلس وصمغ الأندلس! وفي حلب صادفت شارع كامل باسم الأندلس وفيو كتير من المنشآت اللي ارتبطت باسم الأأندلس - معهد الأندلس للغات والحاسب الآلي، مكتبة الأندلس، مصفف شعر الأندلس، وحتى دجاج الأندلس (رغم أنها كانت بتشير لحي الأندلس".
التأثير السوري على الاندلس وعلى اسبانيا ما كان بس بالعمارة فالتأثر واضح بالأدب وبالموسيقى وبمختلف أنواع الفنون واللي ما انتهت مع نهاية الأندلس، واللي كانت تركيبتها السكانية بشكل فيها السوريين مع الأمازيغ الأغلبية الساحقة من مجمل سكانها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق